الأبعاد

البُعد الصوتى أو النغمى .. هو المسافة الصوتية بين النغمة والتى تليها ..

فنحن عندما ننطق سلم مقام النهاوند مثلاً .. ننطقة بطريقة منغمة .. وتسمى هذه الطريقة ( صولفيج ) .

وسلم النهاوند يبدأ من درجة الدو إلى الدو التى تليها .. أى الدو الأعلى أو ( الأحد ) .

سنقول مثلاً : دو ، رى ، مى ، فا ، صول ، لا ، سى .. لن ننطقها بطريقة الكلام .. ولكن بطريقة منغمة كما فى المثال التالى :

http://www.media4all.net/lessons/oth...tey/nhawand.ra

سنجد فى المثال السابق .. أننا ننطق كل نغمة أعلى من سابقتها .. وهذا الفارق هو ما نسميه البعد الصوتى .. أى المسافة بين النغمة والنغمة التى تليها ..

فى المقامات الغربية أو ما نسميها السلالم الغربية .. نجد أنهم قسموا هذا البعد إلى قسمين .. أى قسموا المسافة إلى جزئين .

وهذا مانجده فى مفاتيح البيانو .. سنجد أصابع سوداء .. هذه هى نصف المسافة بين النغمة والتى تليها ..

أما نحن الشرقيون .. فلم يعجبنا هذا التقسيم .. فعمدنا إلى تقسيم البعد إلى أربعة أقسام .. لماذا ؟

لكى نواكب ما يتمتع به الشرقيون من أحاسيس وعواطف وتطريب فى أغانيهم وموسيقاهم الشرقية .

وبما أن هذا البعد يسمى ( تون ) .. فنصف المسافة تسمى نصف تون .. وربع المسافة تسمى ربع تون ..

وإذا نظرنا إلى مفاتيح البيانو .. بدأً من الدو .. سنجد أن المسافة بين الدو والرى ( مسافة كاملة ) أى بعد كامل .. أو تون كامل ..

وكذلك المسافة بين نغمة الرى ونغمة المى .. مسافة كاملة .

أما بين نغمة المى .. ونغمة الفا .. فهى نصف مسافة فقط .. وكذلك بين نغمة السى ونغمة الدو .. نصف مسافة أيضاً .

حتى نصل إلى أن السلم الطبيعى يتألف من إثنى عشر نصفاً .. وهذه مسألة رياضية بحتة وإسألوا فيثاغورث عنها ..

وإختلاف هذه الأبعاد بين المقامات المختلفة هو مايصنع شخصية كل مقام ويبين الفرق بين مقام وأخر ..

ومعرفة هذه الأبعاد يمكننا من العزف من أى نغمة .. وليس شرطاً من نغمة الركوز الأساسية ..

فمقام النهاوند مثلاً .. يبدأ من نغمة الدو .. ولكن يمكننا العزف من نغمة الرى أو المى .. أو أى نغمة .. طالماً عرفنا أبعاد المقام .

وقد يسأل سائل .. ماهو البيمول وماهو الدييز .. هذه مصطلحات موسيقية ينبغى علينا معرفتها ..

البيمول : هو نصف مسافة إلى الخلف .. وإذا نظرنا لمفاتيح البيانو .. سنجد مفتاح الصول ( الدرجة الخامسة بدأً من الدو ) ..

سنجد المفتاح الأسود الذى يسبق الصول .. هذا هو الصول بيمول ..

الدييز : هو المفتاح الأسود الذى يلى النغمة .. فالصول بيمول هو نفسه الفا دييز لأنه يلى نغمة الفا .

وقد يسأل أخر : متى نقول أن هذا المفتاح بيمول .. ومتى نقول أنه دييز

هذا يرجع للمقام المستخدم .. والطبقة الصوتية التى نعزف منها .

ويسأل ثالث : لماذا يقول البعض ( ربع تون ) ويقول البعض الأخر ( ثلاثة أرباع تون ) ..

فى الحقيقة هذا سؤال منطقى والإجابة عليه ستنير الطريق لمن لا يعرفون الفارق ..

عرفنا أن المسافة بين درجة المى ودرجة الفا ( نصف تون ) أى نصف مسافة .. أى أننا ننتقل نصف مسافة صوتية فقط بين المى والفا .. أليس كذلك ..

لكن فى مقام الراست مثلاً .. وهو أبو المقامات الشرقية .. سنجد أن نغمة المى ربع تون فقط ..

ومقام الراست يبدأ من درجة الدو ..

فإذا إنتقلنا من نغمة الدو إلى النغمة التى تليها وهى الرى .. سننتقل تون كامل ..

وننتقل من نغمة الرى إلى نغمة المى .. مع خفض ربع تون من درجة المى .. فإننا ننتقل ثلاثة أرباع تون بين الرى والمى ..

لأننا أخذنا من المى ربع تون .. فأصبحت المسافة تنقص ربع تون .. وبذلك ننتقل ثلاثة أرباع تون ..

وإذا أكملنا السلم .. سننتقل من نغمة المى إلى نغمة الفا .. ونحن عرفنا أن المسافة الطبيعية بين المى والفا .. هى نصف تون ..

فإذا كنا أخذنا من المى ربع تون .. فستزيد المسافة هذا الربع + النصف تون الطبيعى .. فيصبح لدينا مسافة ثلاثة أرباع تون بين المى والفا ..

لذا نجد البعض يقول الربع تون .. نسبة للجزء الذى خفضناه من النغمة .. والبعض يقول أنها ثلاثة أرباع تون .. نسبة للمسافة بين النغمة والتى تليها ..

ملحوظة : بعض الموسيقيين يسمون الربع تون ( سيكا ) .. نسبة لدرجة السيكا ( المى ) فى السلم الشرقى . وسميت بهذا الإسم نظراً لأنها أول درجة فى مقام السيكا ..

معلومة جانبية : سميت درجة السيكا نسبة للكلمة الفارسية ( سيكاه ) وهى كلمة تتكون من مقطعين .. ( سى ) وتعنى الثالث ..

و ( كاه ) وتعنى المقام .. والكلمة معناها ( المقام الثالث ) لأنها ثالث درجة بعد نغمة الدو .

أرجو أن أكون وفقت فى توصيل مصطلح ( الأبعاد ) ومايتبعه من التون والنصف تون وكذلك الربع تون ..